يقوم العديد من ذوي الجنسيات العربية بالهجرة الى دول الخليج العربي، وذلك هربا من الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها غالبية الدول العربية، مثل انخفاض الدخل، ارتفاع البطالة، وتردي البنية التحتية من طرق ومرافق ومدارس ومستشفيات، بل أن هناك البعض من الدول العربية ما زالت تعاني من سوء شبكات الصرف الصحي، وخدمات المياه والكهرباء غير المنتظمة. تستطيع بدول الخليج العربي الاستمتاع بدخل مرتفع وحياة كريمة لفترة من الزمن، ولكونك مقيم فإنك قد تحصل على تامين صحي مجاني لك ولأسرتك، لكن عند وصول أطفالك الى مرحلة الجامعات تبدأ الصعوبات بالظهور، حيث يصعب عليك تسجيل ابنائك بالجامعات الحكومية المحلية وترتفع مصاريف أو تقل جودة الجامعات الخاصة ان وجدت، فتجد نفسك مضطرا الى ارسال ابنك او ابنتك وحيدين الى دولة أخرى للدراسة الجامعية المأجورة وما يترتب على ذلك من تكلفة وصعوبات، ثم تأتي مرحلة صعوبات إيجاد وظيفة ونقل كفالة بعد التخرج مع ارتفاع معدلات التوطين المستمر. وكونك لا تحمل جنسية هذه الدول فإنك معرض لمشاكل الكفالة والإقامة المعروفة التي تجعلك تحت التهديد المستمر، وتنمي لديك الشعور بعدم الاستقرار والانتماء، كذلك عدم تمكنك من الاستمتاع بكافة المميزات التي يحصل عليها المواطن مثل مجانية الخدمات والصحة والتعليم والتعيين في الوظائف الحكومية والمنح والقروض. كذلك انت معرض بفقدان كل شيء بأي وقت وذلك بمجرد انتهاء خدماتك مع الجهة التي تعمل لديها، حيث تجد نفسك مضطرا للعودة الى موطنك ومجابهة الظروف السابقة مجددا بما لديك من امول مدخره بسنوات غربتك، تلك الأموال التي سرعان ما ستتبخر عند اول مشروع استثماري غير ناجح، بالإضافة الى مصاريف الجامعات المتزايدة ومصاريف العلاج المرتفعة، والأهم من ذلك افتقادك الى التامين والضمان الاجتماعي المناسب والذي يؤمن لك حياة معيشية كريمة بعد سن التقاعد. لذلك يلجا البعض الى التفكير بالهجرة الى أوروبا او أمريكا الشمالية لتحسين وضعة ووضع أسرته، املا بالحصول على جنسية
أجنبية والتمتع بجواز سفر قوي يمكنه من السفر والتنقل بحرية بالإضافة الى مستوى معيشي مرتفع، لكن بالتجربة نجد أن الكثير من هؤلاء المهاجرين يكتشف بعد عدة سنوات أنه ان كان قد حقق ما يحلم به من الهجرة، لكنه خسر الكثير مما لم يحسب له. حيث إن تلك الدول تتمتع بحرية مطلقة دون أي وازع ديني أو أخلاقي، كذلك تمنع تدخل الاهل بتربية أبنائهم وتوجيههم، بل يتم دفع وتشجيع الأطفال والمراهقين الى الالحاد وممارسة الرذائل، والعديد من السلوكيات التي يعلمها كل من مر بهذه التجربة. لذلك أصبح البحث عن وطن بديل يوفر لك الحياة الكريمة وفق عاداتنا وتقاليدنا هدف الكثير من العائلات العربية المحافظة، وهوا ما توفره تركيا، كذلك يمكنك الاستفادة من جواز سفر قوي ترتيبه هوا الحادي والخمسين عالميا، يمكنك من الدخول الى مئة وثلاثة عشر دولة من دون تأشيرة، منها ثمان دول يمكن زيارتها بالبطاقة فقط ومن دون جواز سفر.